الطاقة الشمسية

أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية المسؤولة عن حركة الرمال

تعتبر أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في حركة الرياح في المناطق الصحراوية والجافة من العوامل الرئيسية التي تسهم في تشكيل العواصف الرملية، التي قد تمتد لتصل إلى مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن مصدرها. هذه العواصف تترتب عليها العديد من التحديات البيئية والصحية، فضلاً عن تأثيراتها السلبية على القطاع الزراعي والصناعي والنشاطات الاقتصادية بشكل عام.

 

دور أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الحد من حركة الرمال

إن إنشاء أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المناطق الصحراوية والجافة يسهم بشكل فعال في الحد من حركة الرمال، من خلال تقليل سرعة الرياح السطحية. علاوة على ذلك، تساهم هذه المشاريع في خفض درجة حرارة الأرض تحت الألواح الشمسية، مما يساعد على زيادة الرطوبة في التربة المحيطة.

مشاريع مماثلة في الصين

تم تنفيذ العديد من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الصحاري الصينية بهدف مكافحة حركة الرمال. من بين هذه المشاريع:

1. مشروع جونما “الحصان الجميل ” للطاقة الشمسية والتحكم في الرمال بقدرة 300 ميجا واط

تعد صحراء كوبوتشي سابع أكبر صحراء في الصين، وتتميز بوفرة في الإشعاع الشمسي، حيث يتجاوز عدد ساعات الشمس السنوية فيها 3180 ساعة. هذه الخصائص تجعلها مثالية لمشاريع الطاقة الشمسية.

أحد أبرز المشاريع في هذه المنطقة هو مشروع “جونما” للطاقة الشمسية والتحكم في الرمال، الذي نفذته شركة استثمارات الطاقة الحكومية الصينية (SPIC). في هذا المشروع، تم استخدام 196 ألف لوح شمسي كهروضوئي، ورتبت الألواح بشكل فني لتشكل صورة حصان جميل يركض عند النظر إلى المشروع من الأعلى.

ومن اللافت أن شركة فيوتشر صن قدمت حلولها التكنولوجية للمشروع، حيث زودته بعواكس سلسلية (String Inverters) لضمان كفاءة الأداء.

2 مشروع صحراء كوبوتشي للطاقة الشمسية والتحكم في الرمال بقدرة 2 جيجا واط.

تم ربط مشروع صحراء كوبوتشي للطاقة الشمسية والتحكم في الرمال بالشبكة الكهربائية وتشغيله في ديسمبر من العام 2023. يقع المشروع في صحراء كوبوتشي ضمن منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم، ويهدف إلى استعادة وإدارة 16470 فدانًا من الأراضي الصحراوية مع تقليل انتقال الرمال إلى نهر الأصفر بنحو 2 مليون طن.

يقدر الإنتاج السنوي لمشروع كوبوتشي لـ أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية والتحكم في الرمال بقدرة 2 جيجاوات (أي 2 مليون كيلوواط) بحوالي 4.1 مليار كيلوواط ساعة، ما يعادل استهلاك 1.25 مليون طن من الفحم. ويسهم هذا المشروع في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 3.94 مليون طن سنويًا.

 

في الختام، يظهر دور أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المناطق الصحراوية والجافة كحل مبتكر وفعّال لمواجهة تحديات البيئة والتغير المناخي. من خلال مشاريع مثل مشروع صحراء كوبوتشي، يمكن تحقيق فوائد متعددة، منها تحسين استدامة التربة، التحكم في حركة الرمال، وتقليل انبعاثات الكربون، بالإضافة إلى توفير مصادر طاقة نظيفة. تسهم هذه المشاريع في تعزيز الأمن البيئي والطاقة المتجددة، مما يجعلها خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *