أهمية مشاريع التقاط الكربون في الوطن العربي
تعد مشاريع التقاط الكربون من أبرز الحلول التي تسهم في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تعد أحد الأسباب الرئيسية للتغير المناخي. في هذا السياق، تسعى العديد من الدول في المنطقة العربية إلى تبني مشاريع تساهم في تقليص البصمة الكربونية من خلال تطوير تقنيات فعالة لالتقاط وتخزين الكربون.
تقنية التقاط الكربون وتخزينه
تعتمد مشاريع التقاط الكربون على جمع غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) من المصادر التي تفرزه، مثل محطات الطاقة التقليدية أو المنشآت الصناعية التي تستخدم الوقود الأحفوري. كما يمكن تنفيذ عملية جمع الكربون مباشرة من الهواء المحيط (ما يعرف بـ Direct Air Capture أو DAC). بعد جمع الغاز، يتم ضغطه ثم نقله عبر الأنابيب أو السفن أو الصهاريج، ليتم حقنه لاحقًا في طبقات الأرض العميقة مثل حقول النفط والغاز التي تم استنفادها، أو في التشكيلات الملحية، وذلك بطريقة آمنة لضمان عدم تسربه إلى الغلاف الجوي.
تقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه
مشاريع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه (بالإنجليزية: Carbon Capture, Utilization and Storage أو اختصارًا CCUS) تشبه إلى حد كبير تقنية التقاط الكربون وتخزينه (Carbon Capture and Storage أو CCS). الفارق الرئيسي بينهما هو أن الكربون في تقنية CCUS لا يتم تخزينه فقط، بل يُحوَّل إلى منتجات مفيدة. يمكن استخدام الكربون في عدة عمليات مثل:
- الاستخلاص المعزز للنفط (Enhanced Oil Recovery: EOR).
- صناعة الأسمنت.
- إنتاج المنتجات الصناعية مثل المواد الكيميائية والوقود.
- تحلية المياه.
أهمية تقنية التقاط الكربون
تعتبر مشاريع التقاط الكربون مهمة للغاية لأنها تمكن محطات توليد الكهرباء والمنشآت الصناعية القائمة من تقليص انبعاثات الكربون بنسبة قد تصل إلى 90%، دون الحاجة إلى تغييرات كبيرة في طرق تشغيلها الحالية. تساهم هذه التقنية أيضًا في مساعدة الحكومات على تقليص بصماتها الكربونية والوفاء بالتزاماتها بتحقيق أهداف الحياد الكربوني. علاوة على ذلك، يمكن دمج هذه التقنية في محطات إنتاج الهيدروجين الرمادي والأسود والبني الموجودة لتحويلها إلى محطات تنتج هيدروجين منخفض الكربون (الهيدروجين الأزرق).
مشاريع التقاط الكربون في الوطن العربي
تبلغ القدرة الإجمالية لـ مشاريع التقاط الكربون في الدول العربية 3.8 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وتشمل هذه القدرة ثلاثة مشاريع في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. تمثل هذه القدرة حوالي 10% من إجمالي قدرة مشاريع التقاط الكربون في العالم، حيث بلغت القدرة الإجمالية لهذه المشاريع بنهاية عام 2020 نحو 36.7 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.
في الختام، تمثل مشاريع التقاط الكربون في الدول العربية خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف البيئية العالمية والمساهمة الفعالة في تقليص انبعاثات الكربون. من خلال تعزيز هذه التقنيات وتوسيع نطاق استخدامها، يمكن للدول العربية أن تلعب دورًا محوريًا في مواجهة تحديات التغير المناخي. كما أن الاستثمار في هذه المشاريع يعكس التزام المنطقة بالتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، مما يساهم في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة.