ما هي أنظمة النقل بالعبور وما فوائدها؟
تتيح أنظمة النقل بالعبور العدادات بنظام صافي القياس (Net-metering) وعدادات صافي الفوترة (Net-Billing) للمستهلكين إمكانية تركيب أنظمة طاقة شمسية كهروضوئية على أسطح المباني أو الأراضي المحيطة بها، وربط هذه الأنظمة مباشرة مع اللوحة الكهربائية الرئيسية في المباني. ولكن، قد يواجه البعض، مثل الأبراج والمستشفيات، تحديات بسبب نقص المساحات المتاحة على الأسطح لتركيب أنظمة شمسية كافية لتلبية احتياجاتهم الكاملة من الكهرباء.
كما أن هذه المنشآت تتواجد غالباً في مناطق مكتظة بالسكان، مما يقلل من فرص توفر أراضٍ فارغة لتركيب أنظمة شمسية أرضية (Ground-mounted Systems)، وفي حال توفرها، قد تكون أسعارها مرتفعة، مما يجعل من غير المجدي تنفيذ مثل هذه المشاريع من الناحية الاقتصادية.
أنظمة النقل بالعبور
أقرت بعض الدول جديدًا أنظمة لنقل بالعبور أو Wheeling System، وفي دول أخرى يعرف بنظام الاستهلاك الذاتي الافتراضي. يتيح هذا النظام للمشتركين تركيب أنظمة طاقة شمسية كهروضوئية لتلبية احتياجاتهم من الكهرباء دون الحاجة لربط النظام بشكل مباشر مع منشآتهم. يمكن للمشتركين تركيب الأنظمة في مواقع بعيدة جغرافيًا عن منشآتهم، ثم ربط هذه الأنظمة مع أقرب نقطة متاحة في الشبكة الكهربائية العامة التي يمكنها استيعاب الربط الفني للمشروع.
أما بالنسبة للفوترة، فتقوم شركة الكهرباء أو الجهة المعنية بتنفيذ المقاصة بين الطاقة المنتجة في النظام والطاقة المستهلكة من قبل المنشأة. في العادة، يتم خصم نسبة من الطاقة المنتجة لتعويض الفاقد الكهربائي الناتج عن المسافة بين الموقعين.
الجهات التي تستفيد من هذه الأنظمة
الجهات التي تستفيد من أنظمة النقل بالعبور أو الاستهلاك الذاتي الافتراضي تشمل بشكل رئيسي المنشآت التي تواجه صعوبة في تركيب أنظمة طاقة شمسية كهروضوئية على أسطحها أو في محيطها الجغرافي بسبب محدودية المساحات المتاحة أو ارتفاع أسعار الأراضي. هذه الأنظمة توفر لهم إمكانية تركيب أنظمة شمسية في مواقع بعيدة عن منشآتهم، مما يمكنهم من تغطية جزء أو كامل استهلاكهم الكهربائي.
كما أن بعض الشركات التي تمتلك فروعًا متعددة في مواقع جغرافية مختلفة قد تجد أن هذه الأنظمة هي الحل الأمثل لها، مثل:
- سلاسل المطاعم
- سلاسل الصيدليات
- الفنادق
- المولات والمجمعات التجارية
- شركات الاتصالات
هذه الشركات قد تفضل تركيب نظام طاقة شمسية مركزي في موقع واحد لأسباب اقتصادية وفنية. من الناحية الاقتصادية، قد يكون تركيب نظام مركزي أكثر جدوى من توزيع الأنظمة على عدة مواقع. ومن الناحية الفنية، من الأسهل مراقبة وتنظيف وصيانة نظام واحد في موقع مركزي مقارنة بمتابعة نفس العمليات في عدة مواقع متباعدة.
أنظمة النقل بالعبور في الدول العربية
في الدول العربية، يعد الأردن من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة. فقد قام الأردن بتشريع نظامي عدادات صافي القياس (Net-metering) وأنظمة النقل بالعبور في عام 2013، مما مهد الطريق لاستخدام الطاقة الشمسية بشكل أكثر كفاءة وتوسعًا. ومع نهاية عام 2020، بلغ عدد أنظمة النقل بالعبور التي تم تركيبها وربطها مع الشبكات الكهربائية في الأردن 297 نظامًا، بقدرة إجمالية تصل إلى 210 ميجا واط.
تعد هذه الأنظمة خطوة مهمة نحو تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة وتوفير حلول مرنة للمستهلكين الذين لا تتوافر لديهم المساحات اللازمة لتركيب أنظمة طاقة شمسية على أسطحهم.
السعودية:
في شهر أكتوبر من العام الماضي، تم نشر مشروع الإطار التنظيمي لمنظومات الطاقة المتجددة على منصة استطلاع في المملكة العربية السعودية. يهدف المشروع إلى تحديد المتطلبات والضوابط الخاصة بمنظومات توليد الطاقة المتجددة للاستهلاك الذاتي، سواء كانت متصلة بمنظومة التوزيع أو منظومة النقل أو حتى المنظومات غير المتصلة بالشبكة. كما يحدد المشروع ترتيبات فوترة الاستهلاك الذاتي للطاقة الفائضة المصدرة إلى منظومة التوزيع أو النقل.
من خلال هذا الإطار التنظيمي، يتيح النظام إمكانية ربط الأنظمة المتجددة وفق نظام الاستهلاك الذاتي الافتراضي (أو ما يعرف بنظام النقل بالعبور)، مما يوفر للمستهلكين فرصة تركيب أنظمة طاقة شمسية في مواقع مختلفة جغرافيًا عن منشآتهم، وبالتالي تلبية احتياجاتهم الكهربائية بكفاءة أكبر.
في حال إقرار هذا المشروع بشكل رسمي وتحديد آلية فوترة مناسبة، من المتوقع أن يحدث لـ أنظمة النقل بالعبور نقلة نوعية في مشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المملكة العربية السعودية، خاصة على مستوى مشاريع القطاع التجاري والصناعي. سيتيح النظام للمشتركين في هذه القطاعات تركيب أنظمة طاقة شمسية في مواقع مختلفة عن منشآتهم، مما يعزز فرص استغلال الطاقة المتجددة بشكل أكثر مرونة وكفاءة. كما أنه سيسهم في تقليل التكاليف التشغيلية من خلال تقنيات الفوترة المتطورة، مما يجعل الطاقة الشمسية خيارًا اقتصاديًا جذابًا للشركات الصناعية والتجارية.
